كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك! لقد رأيتُنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقرّ.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألاَ رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا فلم يجبه أحد.
فقال: «قم يا حذيفة فأتنا خبر القوم» فلم أجد بُدًّا إذ دعاني باسمي أن أقوم.
قال: «اذهب فأتني بخبر القوم ولا تَذْعَرْهم عليّ» قال: فلما وَلّيت من عنده جعلت كأنما أمشي في حَمّام حتى أتيتهم؛ فرأيت أبا سفيان يَصْلي ظهره بالنار، فوضعت سهمًا في كَبد القَوس فأردت أن أرْميَه، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَلا تَذْعَرْهم عليّ» ولو رميته لأصبته: فرجعت وأنا أمشي في مثل الحَمّام، فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغتُ قُررت، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلّي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت، فلما أصبحت قال: «قم يا نَوْمَان» ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذهب الأحزاب، رجع إلى المدينة ووضع المسلمون سلاحهم، فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم في صورة دحْيَة بن خليفة الكلبيّ، على بغلة عليها قطيفة ديباج فقال له: يا محمد، إن كنتم قد وضعتم سلاحكم فما وضعت الملائكة سلاحها.
إن الله يأمرك أن تخرج إلى بني قُريظة، وإني متقدم إليهم فمزلزل بهم حصونهم.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي:
الثامنة: مناديًا فنادى: لا يصلّيَنّ أحد العصر إلا في بني قُريظة؛ فتخوّف ناس فوت الوقت فصلوا دون بني قُريظة.
وقال آخرون: لا نصلّي العصر إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن فاتنا الوقت.
قال: فما عنّف واحدًا من الفريقين.
وفي هذا من الفقه تصويب المجتهدين.
وقد مضى بيانه في الأنبياء.
وكان سعد بن معاذ إذْ أصابه السهم دعا ربه فقال: اللّهُم إن كنت أبقيْتَ من حرب قريش فأبقني لها؛ فإنه لا قوم أحب أن أجاهدهم من قوم كذّبوا رسولك وأخرجوه.
اللَّهُمَّ وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة، ولا تُمتْني حتى تقرّ عيني في بني قُريظة.
وروى ابن وهب عن مالك قال: بلغني أن سعد بن معاذ مَرّ بعائشة رضي الله عنها ونساءٍ معها في الأَطُم فارع، وعليه درع مُقَلّصة مشمرّ الكُمّين، وبه أثر صفرة وهو يرتجز:
لَبّثْ قليلًا يُدْرك الهَيْجَا جَمَلْ ** لا بأس بالموت إذا حان الأَجَلْ

فقالت عائشة رضي الله عنها: لست أخاف أن يصاب سعد اليوم إلا في أطرافه؛ فأصيب في أَكْحَله.
وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رجلًا أجمل من سعد ابن معاذ حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأصيب في أكحله ثم قال: اللهم إن كان حرب قُريظة لم يبق منه شيء فاقبضني إليك، وإن كان قد بقيت منه بقية فأبقني حتى أجاهد مع رسولك أعداءه؛ فلما حُكّم في بني قُريظة تُوُفّيَ؛ ففرح الناس وقالوا: نرجو أن يكون قد استجيبت دعوته.
التاسعة: ولما خرج المسلمون إلى بني قُريظة أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية عليّ بن أبي طالب، واستخلف على المدينة ابن أمّ مَكْتوم، ونهض عليّ وطائفة معه حتى أتوا بني قريظة ونازلوهم، فسمعوا سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، فانصرف عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله، لا تبلغ إليهم، وعَرّض له.
فقال له: أظنك سمعت منهم شتمي لو رأوني لكفُّوا عن ذلك ونهض إليهم فلما رأوه أمسكوا.
فقال لهم: «نقضتم العهد يا إخوة القرود أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته» فقالوا: ما كنت جاهلًا يا محمد فلا تجهل علينا؛ ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم بضعًا وعشرين ليلة.
وعرض عليهم سيّدُهم كعب ثلاثَ خصال ليختاروا أيّها شاؤوا: إما أن يُسلموا ويتبعوا محمدًا على ما جاء به فيسلَموا.
قال: وتحرزوا أموالكم ونساءكم وأبناءكم، فوالله إنكم لتعلمون أنه الذي تجدونه مكتوبًا في كتابكم.
وإما أن يقتلوا أبناءهم ونساءهم ثم يتقدموا؛ فيقاتلون حتى يموتوا من آخرهم.
وإما أن يبيّتوا المسلمين ليلة السبت في حين طمأنينتهم فيقتلوهم قتلًا.
فقالوا له: أما الإسلام فلا نُسلم ولا نخالف حكم التوراة، وأما قتل أبنائنا ونسائنا فما جزاؤهم المساكين منا أن نقتلهم، ونحن لا نتعدّى في السبت.
ثم بعثوا إلى أبي لُبابة، وكانوا حلفاء بني عمرو بن عوف وسائر الأوْس، فأتاهم فجمعوا إليه أبناءهم ونساءهم ورجالهم وقالوا له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حكم محمد؟ فقال: نعم، وأشار بيده إلى حَلْقه إنه الذبح إن فعلتم.
ثم ندم أبو لبابة في الحين، وعلم أنه خان الله ورسوله، وأنه أمرٌ لا يستره الله عليه عن نبيّه صلى الله عليه وسلم.
فانطلق إلى المدينة ولم يرجع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فربط نفسه في سارية وأقسم ألا يبرح من مكانه حتى يتوب الله عليه فكانت امرأته تَحُلّه لوقت كل صلاة.
قال ابن عُيينة وغيره: فيه نزلت {يا أيها الذين آمَنُوا لاَ تَخُونُوا الله والرسول وتخونوا أَمَانَاتكُمْ} [الأنفال: 27] الآية.
وأقسم ألاّ يدخل أرض بني قُريظة أبدًا مكانًا أصاب فيه الذنب.
فلما بلغ ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم من فعل أبي لُبابة قال: «أما إنه لو أتاني لاستغفرت له وأمّا إذْ فعل ما فعل فلا أطلقه حتى يطلقه الله تعالى» فأنزل الله تعالى في أمر أبي لبابة: {وَآخَرُونَ اعترفوا بذُنُوبهمْ} [التوبة: 102] الآية.
فلما نزل فيه القرآن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطلاقه، فلما أصبح بنو قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتواثب الأوْس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله، وقد علمتَ أنهم حلفاؤنا، وقد أسعفت عبد الله بن أبَيّ بن سلول في بني النَّضير حلفاء الخَزْرج، فلا يكن حظُّنا أوْكَس وأنقص عندك من حَظّ غيرنا، فهم موالينا.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الأوس ألاَ ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم» قالوا بلى، قال: فذلك إلى سعد بن معاذ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب له خيمة في المسجد، ليعوده من قريب في مرضه من جرحه الذي أصابه في الخندق.
فحكم فيهم بأن تُقتل المقاتلة، وتُسْبَى الذرية والنساء، وتقسم أموالهم.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى من فوق سبع أرقعة» وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجوا إلى موضع بسوق المدينة اليوم زمن ابن إسحاق فخندق بها خنادق، ثم أمر عليه السلام فضربت أعناقهم في تلك الخنادق، وقتل يومئذٍ حييّ بن أخْطب وكعب بن أسد، وكانا رأس القوم، وكانوا من الستمائة إلى السبعمائة.
وكان على حُيَيّ حُلّة فُقّاحيّة قد شققها عليه من كل ناحية كموضع الأنملة، أنملة أنملة لئلا يُسْلبَها.
فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتي به ويداه مجموعتان إلى عنقه بحبل قال: أمَا والله ما لُمتُ نفسي في عداوتك.
ولكنه من يخذل الله يخذل.
ثم قال: يا أيها الناس، لا بأس بأمر الله كتاب وقَدَر ومَلْحمة كُتبت على بني إسرائيل، ثم جلس فضربت عنقه.
وقتل من نسائهم امرأة، وهي بُنانة امرأة الحكم القُرَظيّ التي طرحت الرّحَى على خَلاّد بن سُويد فقتلته.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كل من أنبت منهم وترك من لم يُنبت.
وكان عطية القُرَظيّ ممن لم ينبت، فاستحياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مذكور في الصحابة.
ووَهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شمّاس ولدَ الزّبير بن باطا فاستحياهم؛ منهم عبد الرحمن بن الزّبير أسلم وله صحبة.
وَوَهَب أيضًا عليه السلام رفاعة بن سَمَوْءل القرظي لأم المنذر سلمى بنت قيس، أخت سلَيط بن قيس من بني النجار، وكانت قد صلّت إلى القبلتين؛ فأسلم رفاعة وله صحبة ورواية.
وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قال: أتى ثابت بن قيس بن شمّاس إلى ابن باطا وكانت له عنده يد وقال: قد استوهبتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدك التي لك عندي، قال: ذلك يفعل الكريم بالكريم، ثم قال: وكيف يعيش رجل لا ولد له ولا أهل؟ قال: فأتى ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأعطاه أهله وولده؛ فأتى فأعلمه فقال: كيف يعيش رجل لا مال له؟ فأتى ثابت النبيّ صلى الله عليه وسلم فطلبه فأعطاه ماله، فرجع إليه فأخبره؛ قال: ما فعل ابن أبي الحُقَيق الذي كأن وجهه مرآة صينية؟ قال: قتل.
قال: فما فعل المجلسان، يعني بني كعب بن قريظة وبني عمرو بن قُريظة؟ قال: قتلوا.
قال: فما فعلت الفئتان؟ قال: قتلتا.
قال: برئت ذمتك، ولن أصبّ فيها دلوًا أبدًا، يعني النخل، فألحقني بهم، فأبى أن يقتله فقتله غيره.
واليد التي كانت لابن باطا عند ثابت أنه أسره يوم بُعاث فجز ناصيته وأطلقه.
العاشرة: وقسم صلى الله عليه وسلم أموال بني قُريظة فأسهم للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهمًا.
وقد قيل: للفارس سهمان وللراجل سهم.
وكانت الخيل للمسلمين يومئذٍ ستة وثلاثين فرسًا.
ووقع للنبي صلى الله عليه وسلم من سَبْيهم ريحانة بنت عمرو بن جنافة أحد بني عمرو بن قُريظة، فلم تزل عنده إلى أن مات صلى الله عليه وسلم.
وقيل: إن غَنيمة قريظة هي أوّل غنيمة قسم فيها للفارس والراجل، وأوّل غنيمة جعل فيها الخُمس.
وقد تقدّم أن أوّل ذلك كان في بعث عبد الله بن جَحْش؛ فالله أعلم.
قال: أبو عمر: وتهذيب ذلك أن تكون غنيمة قريظة أوّلَ غنيمة جرى فيها الخمس بعد نزول قوله: {واعلموا أَنَّمَا غَنمْتُمْ مّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّه خُمُسَهُ وَللرَّسُول} [الأنفال: 41] الآية.
وكان عبد الله بن جَحش قد خمّس قبل ذلك في بعثه، ثم نزل القرآن بمثل ما فعله؛ وكان ذلك من فضائله رحمة الله عليه.
وكان فتح قريظة في آخر ذي القعدة وأوّل ذي الحجة من السنة الخامسة من الهجرة.
فلما تمّ أمر بني قريظة أجيبت دعوة الرجل الفاضل الصالح سعد بن معاذ، فانفجر جرحه، وانفتح عرقه، فجرى دمه ومات رضي الله عنه.
وهو الذي أتى الحديث فيه: «اهتَزّ لموته عَرْشُ الرّحمن» يعني سكان العرش من الملائكة فرحوا بقدوم روحه واهتزُّوا له.
وقال ابن القاسم عن مالك: حدّثني يحيى بن سعيد قال: لقد نزل لموت سعد بن معاذ سبعون ألف ملَك، ما نزلوا إلى الأرض قبلها.
قال مالك: ولم يستشهد يوم الخَنْدق من المسلمين إلا أربعة أو خمسة.
قلت: الذي اسْتُشْهد يوم الخندق من المسلمين ستةُ نفرٍ فيما ذكر أهل العلم بالسّيَر: سعد بن معاذ أبو عمرو من بني عبد الأشهل، وأنس بن أوْس بن عتيك، وعبد الله بن سهل، وكلاهما أيضًا من بني عبد الأشهل، والطّفيل بن النعمان، وثعلبة بن غَنَمَة، وكلاهما من بني سلمة، وكعب بن زيد من بني دينار بن النجار، أصابه سَهْمٌ غَرْبٌ فقتله، رضي الله عنهم.
وقتل من الكفار ثلاثة: منبّه بن عثمان بن عبيد بن السباق بن عبد الدار، أصابه سهم مات منه بمكة.
وقد قيل: إنما هو عثمان بن أمية بن منبه بن عبيد بن السباق.
ونوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، اقتحم الخندق فتورّط فيه فقتل، وغلب المسلمون على جسده؛ فروي عن الزهري أنهم أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جسده عشرة آلاف درهم فقال: «لا حاجة لنا بجسده ولا بثمنه» فخلّى بينهم وبينه وعمرو بن عبد ودّ الذي قتله عليٌّ مبارزة، وقد تقدّم.
واستشهد يوم قُريظة من المسلمين خَلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو من بني الحارث بن الخزرج؛ طرحت عليه امرأةٌ من بني قُريظة رحى فقتلته.
ومات في الحصار أبو سنان ابن محْصَن بن حُرْثان الأسدي، أخو عُكاشة بن محْصَن، فدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقبرة بني قُريظة التي يتدافن فيها المسلمون السكان بها اليوم.
ولم يُصب غير هذين، ولم يغزُ كفارُ قريش المؤمنين بعد الخندق.
وأسند الدارميّ أبو محمد في مسنده: أخبرنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن المَقْبُريّ عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدْريّ عن أبيه قال: حُبسنا يوم الخندق حتى ذهب هَويّ من الليل حتى كفينا؛ وذلك قول الله عز وجل: {وَكَفَى الله المؤمنين القتال وَكَانَ الله قَويًّا عَزيزًا} [الأحزاب: 25] فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا فأقام فصلّى الظهر فأحسن كما كان يصليها في وقتها، ثم أمره فأقام العصر فصلاّها، ثم أمره فأقام المغرب فصلاّها، ثم أمره فأقام العشاء فصلاّها، وذلك قبل أن ينزل: {فَإنْ خفْتُمْ فَرجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239] خرّجه النسائي أيضًا.
وقد مضت هذه المسألة في طه.
وقد ذكرنا في هذه الغَزاة أحكامًا كثيرة لمن تأملها في مسائل عشر.
ثم نرجع إلى أوّل الآي وهي تسع عشرة آية تضمّنت ما ذكرن. اهـ.
قوله تعالى: {إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ} يعني الأحزاب.
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهمْ ريحًا} قال مجاهد: هي الصَّبا، أرسلت على الأحزاب يوم الخندق حتى ألقت قدورهم ونزعت فساطيطهم.
قال: والجنود الملائكة ولم تقاتل يومئذٍ.
وقال عكْرمة: قالت الجَنوب للشَّمال ليلة الأحزاب: انطلقي لنصرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالت الشَّمال: إن مَحْوَةَ لا تسري بليل.
فكانت الريح التي أرسلت عليهم الصَّبا.
وروى سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نُصرت بالصَّبا وأهلكت عادٌ بالدَّبور» وكانت هذه الريح معجزة للنبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين كانوا قريبًا منها، لم يكن بينهم وبينها إلا عرض الخندق، وكانوا في عافية منها، ولا خبر عندهم بها.